المنهج السلوكي الفقهي عند "الإمام القرطبي" في كتابه "الجامع لأحكام القرآن"
الملخص
"إنَّ الإمام القرطبي كان يتلقى العلم عن أكثر من شيخ ولذلك اتجه إليهم حين نزلت به ملمة احتاج إلى الكشف عن الفتيا فيها فسأل أكثر من شيخ، وكان يديم النظر في المسائل العلمية ولا يكتفي في قضايا الأحكام بفتوى سمعها، ولو كانت من شيوخه الأجلاء؛ لأَنَّ أسلوبه التنقيب والبحث، حيث كان لا يجد بأسًا في العدول عن رأي ارتضاه، وإذا ثبت له أَنَّ هناك رأيًا آخر أولى بالاتباع لم يتعصب للمذهب فيرجحه وإِنْ ضعفت حجته، ولكنه كان يرجح غيره من المذاهب إذا رأى الحق بجانبه ويخرج عن المذهب المالكي ويعلن معارضته له، كما لم يتلكأْ في عرض حجة الخصم أو يأتي بها مبتورة مهلهلة بل كان يعرضها بدقة وأمانة، بل يضفي عليها كثيرًا من الشرح والتوضيح. الإمام القرطبي على الرغم من أنَّهُ مالكي المذهب ألا أَنَّهُ لم يكن مناصرًا مؤيدًا لكل ما يقرره المذهب بل أَنَّهُ يتميز باتباع الدليل الشرعي فيما يراه المذهب ولم يقم عليه دليل، فإنَّهُ يرفضه إذا كان لديه دليل آخر على صحة الرأي الذي لم يأخذ به المذهب المالكي، ثم عند التأمل في تفسير القرطبي نجده فقيهًا أُصوليًا فهو يُخَرِّجُ بعض المسائل الفقهية على المسائل الأصولية، واهتمامه الكبير الواضح في سبب نزول الآية؛ لأنَّ السبب يعين على فهم الآية والمراد منها، وكذا ليرجح رأيًا فقهيًا".
الكلمات المفتاحية:
القرطبي، المنهج، الفقهي، السلوكي، أحكام القرآنالتنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2022 مجلة الباحث للعلوم الإسلامية
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
تجربة