أهمية دوائر المعرفة في تصحيح العقائد
الملخص
جهات الوجود على تنوعها لا يمكن أن تخرج عن دوائر المعرفة الثلاث: المحسوسات والمعقولات والغيبيات، ولا يتصور في العلوم والمعارف الإنسانية أن يخرج شيءٌ منها عن تلكم الحدود والدوائر الثلاث، فدائرة المحسوسات هي أصغر دوائر المعرفة في الكون ومصدر معرفتها الحواس الخمس (السمع ، والبصر ، والشم ، والذوق ، واللمس) ، والمحسوس منه ما هو قريب معدود بالذات، والبعيد معدود بالعرض ، ومنها ما يخضع لحاسة واحدة ومنها ما تشترك فيها أكثر من حاسة ، ومن ثَمَّ فهي لا تدخل في دائرة العقل ولا الغيب، أما دائرة المعقولات فهي أوسع بقليل من دائرة المحسوسات ، وتُعرف بالعقل ، وتخضع العلوم في هذه الدائرة إلى الاستدلال المنطقي والعقلي، فلا تدخل في دائرة المحسوسات والغيبيات، وبعدها دائرة الإخباريات (الغيبيات ، والسمعيات) وهي أوسع دوائر المعرفة وتتضمن جميع أمور الغيب؛ كمعرفة الله تعالى وصفاته وأسمائه وعقائد الغيب وأحوال الآخرة، ومصدر معرفتها الخبر الصادق المتمثل بالوحي من الكتاب والسنة، فلا يمكن لدوائر الحسّ والعقل أنْ تلج في دقائق العلوم الغيبية وأحوال الآخرة، فتحكيم العقل والحواس الخمس في دائرة الغيب يؤدي إلى أخطاء جسيمة في العقيدة، إذْ ستتوهّم الحواسّ الخمس ويتوهّم العقل بقياس الغائب على الشاهد، ومن ثَمَّ تبدأ بتكوين خيالاتٍ وصورٍ وأوهامٍ تصوّر الخالق وأحوال الآخرة كما لو أنها يمكن تعقلها أو تحسّسها، في حين أننا ممنوعون حسّاً وعقلاً عن محاولة إدراكها والإحاطة بها ، فليس لنا مهما ابتغينا إلى ذلك سبيلًا.
الكلمات المفتاحية:
دوائر المعرفة، العقائدالملفات الإضافية
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2024 مجلة الباحث للعلوم الإسلامية
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
تجربة