تقريرُ الأنبابي على حاشيةِ البنَّانيِّ على شَرحِ المحَليِّ على جَمعِ الجوامَعِ مَبحَث "شكر المنعم" – دراسةٌ وتحقيقٌ-
الملخص
خلقَ اللهُ تعالى الناسَ وأنعم عليهم من الإنعام نِعماً لا حصرَ لها ولا عدد، نِعماً أعجزَ العابدين شكرُها، وأعظم النِّعمِ دينُه المبعوثُ به الرُسُلُ، فبه بيَّن اللهُ تعالى للناسِ الأحكامَ والخيرَ والشرَّ، فما كان من أمره فهو طاعةٌ محضةٌ لله تعالى يجازي عليه. وإنَّ مما أمر به الشرع هو "شكرُ المنعمِ"، إذ إنَّ شكرَهُ عبادةٌ مبنيةٌ على الشرعِ، ولقد ذهبَ جمهورُ العلماء إلى أنَّ شكرَ المنعم واجبٌ شرعا ، وهو خلافُ ما ذهبت إليه المعتزلةُ إلى أنَّ شكرَهُ واجبٌ عقلاً؛ وذلك مما جعلوا مرجعَ الأحكامِ إلى العقلِ، مبنيةً على التحسين والتقبيح، والشكرُ من الأحكامِ العقليةِ عندهم، فإنهم يقولون شكر المنعم واجب عقلا، ولكنَّ الجمهور ردوا على ما ذهبت إليه المعتزلةُ من تحكمِ العقلِ في الشُّكرِ، بأنَّ نِعَمَ اللهِ لا يُدركُها العَقلُ حتى يشكرُها، وأنَّ النِّعَمَ الخفيَّةَ أكثرُ من النِّعَمِ الظّاهرةِ، فنعمُ اللهِ لا يمكنُ شكرُها حقيقةً، ولكن التَّسليم والانقياد والإقرار للمنعم عزَّ وجلَّ شيءٌ من الشكرِ، والعقلُ عاجزٌ عن ذلك، وهذه المسألةُ بَحَثَ فيها العلماءُ كثيرًا، وكتاب جمع الجوامع تناولها، والشيخ الأنبابي كذلك قرر على هذه المسـألة في كتابه بما ذهب إليه جمهور الأصوليين من أن شكر المنعم واجبٌ شرعاً.
الكلمات المفتاحية:
(الأنبابي - البنَّانيِّ - جَمعِ الجوامَعِ - شكر المنعم)الملفات الإضافية
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2024 مجلة الباحث للعلوم الإسلامية
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
تجربة