التشابه بين مرحلة الحرث في خلق الجنين وتهيئة التربة لزراعة النبات

دراسة مقارنة

الملخص

هذا البحث يعد آخر تفسير قرآني علمي -لحد الآن- لموضوع الحرث بين خلق الجنين، وتهيئة الأرض، وهنا تكمن أهمية البحث، في سعيه للكشف بالكلمة والصورة عن العلاقات الحديثة التي يراها العلم لمرحلة الحرث التي يمرّ بها الجنين في بطن أمه، ومرحلة الحرث التي تمر بها البذرة في باطن الأرض، ومن الممكن أن يكشف الزمن القادم عن تفسيرات جديدة.

وقد أجاب البحث عن تساؤلات افتراضية قبل البحث، وأسئلة إجرائية، منها: لماذا عبّر القرآن الكريم عن مرحلة من مراحل تخلّق الجنين بـ(الحرث)؟ وهل هناك وجه شبه بينه وبين حراثة الأرض التي هي أقرب الواردات ذهنًا لهذه الكلمة.

وقد احتيج لتناول هذا البحث في البدء إلى المنهجين الوصفي والمقارن، ومن ثم التحليلي لاحقًا، وتطلب تناول البحث تقسمه على تمهيد عن آية البحث (الحرث)، وثلاثة مطالب، تناولنا في الأول منها المقصود بالحرث عند المفسرين، وفي الثاني المقصود بالحرث عند الأطباء، وفي الثالث أوجه التشابه لمرحلة الحرث بين خلق الجنين وتهيئة التربة للزراعة، ثم خاتمة ونتائج مع أبرز التوصيات.

وتجدر الإشارة إلى أنه يحسب للعلماء السابقين فضل السبق، وإثارة هذا الموضوع الدقيق، ودلالة على عمق فهمهم، بينما يحسب للعلماء اللاحقين فضل الزيادة، والإضافة، وتوظيف الآلات المعاصرة، والأجهزة الحديثة لخدمة النص القرآني، ومنه موضوع الحرث.

إن مرحلة الحرث من المراحل الغائبة في البحث القرآني والبحث العلمي على حد سواء، وقد نصَّ عليها القرآن الكريم، وأثبتها العلم الحديث، فلا يكون الجنين طبيعيًا من دونها، كما لا يكون الزرع طبيعيًا بغيرها، لذا فإن الدعوة إلى اعتمادها مرحلة من مراحل تخلق الجنين ونشوء النبتة مما ينبغي ذكره، وتحديده، والإشارة إليه.

وتبين لنا في هذا البحث التشابه الكبير بين تهيئة التربة والبذور لزراعة النبات وبين تهيئة الرحم وخلايا الجنين الأولية لذلك نعتقد أن الحرث المذكور في القرآن الكريم هو مرحلة الأسبوع الأول من عمر الجنين، ونرجو أن تضاف مرحلة الحرث طورًا من أطوار تخلق الجنين، وأن تسمى بهذا الاسم، وهي المدة بين النطفة الأمشاج في اليوم الأول ومرحلة العلقة.